أعمال موجهة/تطبيقية

ﺗﻘﺪﻳﻢ:
اﻫﺘﻢ اﻟﺪارﺳـﻮن ﺑﻜـﻞ أﻧـﻮاع اﳋﻄـﺎب وﲞـاﺻـﺔ اﳋﻄـﺎب اﻷدﰊ اﻟـﺬي ﺗﻨﻮﻋـﺖ ﻣﻘﺎرﺑﺎﺗـﻪ، ﻓﻤـﻦ اﳌـﻘﺎرﺑـــﺔ اﻟﺴـــﻴﺎﻗﻴﺔ إﱃ اﳌﻘﺎرﺑـــﺔ اﻟﻠﺴـــﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺎﳌﻘﺎرﺑـــﺔ اﳌﺒﺎﺷـــﺮة ﺗﻮﻟـــﺪ ﻟـــﺪﻳﻨﺎ أﻛﺜـــﺮ ﻣـــﻦاﲡـــﺎﻩاﻫـــﺘﻢأﺻـــﺤﺎﺑﻪ ﺑﺪراﺳـــﺔ اﳋﻄـــﺎب اﻷدﰊ وﻗﻀـــﺎﻳﺎﻩ وإﺷـــﻜﺎﻻﺗﻪ .وﻟﻘـــﺪ اﻧﺘﻬـــﺖ ﻫـــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـــﺎت إﱃ أن ّ ﻫـــﺬا اﳋﻄـــﺎب ﳝﺘﺎز ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ وإﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﰲ ﳎﺎل واﺣـﺪ.

أوﻻ:ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺨﻄﺎب:

ﻳﺼﻌﺐ في ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣـﺮ ﺗﻌﺮﻳـﻒ تحـﻠﻴـﻞ الخـﻄـﺎب ﻣـﻦ اﻟﻮﻫﻠـﺔ اﻷولى، وﻣـﺮد اﻟﺼـﻌﻮﺑﺔ ﻳﺮﺟـﻊ إلى اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟـتي ﻳﻄﺮﺣﻬـﺎ ﻣﻮﺿـﻮﻋﻪ، اﻟـﺬي ﻳﻔـترض أن ﻳﻜـﻮن الخـﻄـﺎب.وﻗﺒـﻞ ﺑﺴـﻂ ﻫـﺬﻩ اﻹﺷـﻜﺎﻟﻴﺔ المـﺘﻌﻠﻘـﺔ أﺳﺎﺳــﺎ ﺑــﺎلمـﻔﻬﻮم والحــﺪود نحــﺎول اﻟﻨﻈــﺮ في ترﻛﻴﺒﻴــﺔ اﻠﻤﺼــﻄﻠﺢ اﻟﺴــﺎﺑﻖ، ﻛﻤــﺎ ﻫــﻮ ﻣﻼﺣــﻆ-ﻳﺘﻜــﻮن ﻣــﻦ ﻣﻔــﺮدﺗين، أو ﻟﻔﻈﺘــين ﻋﻠــﻰ ﻗــﺪر ﻣــﻦ اﻷهمـﻴــﺔ همــﺎ، تحـﻠﻴــﻞ وﺧﻄــﺎب، ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﺪﻋﻴﺎن اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪهمـﺎ لمـﻌﺮﻓﺔ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﻤﺎ ﻋﻠـﻰ وﺟـﻪ اﻟﺪﻗـﺔ.ﻓﻤـﺎ المـﻘﺼـﻮد بمـﺼـﻄﻠﺤﻲ؛ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ، والخـﻄﺎب؟ وﻣﺎ الجـﺎﻣﻊ المـﺸترك ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ؟.

وﻷﺟـﻞ ذﻟــﻚ ﺳــﺘﻜﻮن ﻟﻨـﺎ ﻣﻨﻬﺠﻴــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ في اﻟﺘﻌﺎﻣـﻞ ﻣــﻊ ﻫــﺎﺗين المـﻔـﺮدﺗين وﻏيرهمــﺎ، وﺗﺘﻤﺜــﻞ في اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪ المـﻌنى اﻟﻠﻐﻮي ثم اﻻﺻﻄﻼﺣﻲ ﺣـتى ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺿﺒﻂ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ والمـﺼﻄﻠﺤﺎت ﺑﺪﻗﺔ.

1-اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ:

أ-ﻟﻐﺔ:ﺟﺎء في المـﻌﺠﻢ اﻟﻮﺳﻴﻂ)في ﻣﺎدة ﺣﻠّﻞاﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﻠﻞ اﻟﻌﻘﺪة:ﺣﻠﱠﻬﺎ-واﻟﺸﻲء

رﺟﻌــﻪ إلى ﻋﻨﺎﺻــﺮﻩ اﻷولى، ﻳﻘــﺎل ﺣﻠﱠــﻞ اﻟــﺪم، وﺣﻠﱠــﻞ اﻟﺒــﻮل، وﺣﻠﱠــﻞ ﻧﻔﺴــﻴﺔ ﻓــﻼن:درﺳــﻬﺎ ﻟﻜﺸــﻒ

ﺧﺒﺎﻳﺎﻫﺎ...وتحـﻠﻴﻞ الجـﻤﻠﺔ:ﻛﻞ ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻴﺎن أﺟﺰاﺋﻬﺎ ووﻇﻴﻔﺔ)1( ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻴﺪ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﻌـنى ﺣﺴـﻴﺎ ً ﻣﺎدﻳـﺎ ً تمـﺜﻠـﻪ ﻣﻌـﺎني اﻟﺘﺠـﺰيء واﻟﺘﻔﻜﻴـﻚ واﻟﺘﻘﺴـﻴﻢ،ﺗﻔﻴـﺪ ﻣﻌنى ﻧﻔﺴﻴﺎ ً ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ً تمﺜﻠﻪ ﻣﻌﺎني اﻟﻜﺸﻒ والمـﻌﺎﻳﻨﺔ ﻟﺴﻠﻮك اﻟﺸﺨﺺ وأﻓﻌﺎﻟﻪ.

ب-اﺻــﻄﻼﺣﺎ: وردت ﺗﻌﺮﻳﻔــﺎت ﻋﺪﻳــﺪة ﻧﺸــير إلى أهمـﻬــﺎ، وﻫــﻲ ﺗﻠــﻚ اﻟــتي ﺗــﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺼــﻮر اﻟﺒﻨﻴـﻮي واﻟﺴـﻴﻤﺎﺋﻲ لمـﺼــﻄﻠﺢ اﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ، ﻓــﺎﻷول ﻳﻘﺼـﺮ ﻣﻌﻨــﺎﻩ ﻋﻠـﻰ"ﻛــﻞ ﺑﻴــﺎن أﺟـﺰاء اﻟﺸــﻲء ووﻇﻴﻔـﺔ واﻟﺘﻔﺴـير واﻟﺘﺄوﻳـﻞ ﻟﻠﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺟﻌـﻞ اﻟـﻨﺺ واﺿـﺤﺎ ﺟﻠﻴـﺎ، ﺟﺰء ﻓﻴﻪ، وﻳﻘﻮم ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺎن ﻋﻠﻰ تركيز اﻟﻨﺎﻗﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ واﻷﺳـﻠﻮب، وﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻼﻗـﺎت المـﺘﺒﺎدﻟـﺔ ﺑـينوﻣﻦ ﻫﺬا المـﻨﻄﻠﻖ ﻳﺮكز على اﻷﺟـﺰاء واﻟﻜـﻞ،ﻟﻜﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻌنى اﻟﻨﺺ ورﻣﺰﻳﺘﻪ واﺿﺤين")2(

ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺑﺎلمـﻌنى اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻮﻋﺎ ً ﻣﻦ اﻟﺪارﺳﺔ"ﻛﺸـﻒ ﺧﺒﺎﻳـﺎ اﻟﺮﺳـﺎﻟﺔ ﺳـﻮاء ﻧﻘﻒ ﻋﻠـﻰ ﻛـﻞ ﻣﻨﻬـﺎ ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻒ ﻋﻠـﻰ ﺟﺰﺋﻴﺎـت وﻋﻨﺎﺻـﺮﻫﺎ اﻷوﻟﻴـﺔ، ووﻇﻴﻔـﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻄﻮﻗﺔ أو ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ أو ﻣﺮﺋﻴﺔ،واﻟﺘﻔﺴير واﻟﺘﺄويل دون ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ في ذﻟﻚ أو إﺧﻼل ﻓﻴﻪ")1(

أﻣﺎ اﻟﺘﺼـﻮر اﻟﺜـﺎني-أي في اﻟﺴـﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎت-ﻓﻘـﺪ دل ّﺑـﻪ"ﻋﻠـﻰ مجـﻤﻮﻋـﺔ اﻹﺟـﺮاءات المﺴـﺘﺨﺪﻣﺔ ﻛﻜﻴــﺎن ذي ﻣﻌــنى ﻓﻴﻘﺴــﻤﻪ إلى أﺟــﺰاء، في وﺻــﻒ المﻮﺿــﻮع اﻟﺴــﻴﻤﻴﺎﺋﻲ، ﻳﻨﻈــﺮ المحـﻠــﻞ إلى ﻣﻮﺿــﻮﻋﻪ وﻳﻜﺸــﻒ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑﻴﻨﻬــﺎ ثم ﻳﻘﺴــﻢ اﻷﺟــﺰاء إلى ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺼــﻐﺮى.وﻳﺒــين اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــين ﻫــﺬﻩ اﻷﺟــﺰاء وﻣﻜﻮﻧاتها ، ﻳﻘــﺎل لهــﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴــﻞ أﺣﻴﺎﻧــﺎ اﻟﻮﺻــﻒ.أﺻــﻨﺎف اﻟﺘﺤﻠﻴــﻞ مخـﺘﻠﻔــﺔ بحـﺴــﺐ المـﺴــﺘﻮى اﻟــﺬيﻛﻤﺴﺘﻮى المﻀﻤﻮن أو اﻟﺸﻜﻞ تجﺮي ﻋﻠﻴﻪ")2(وﻗﺪ أﻛﺪ أﺣـﺪ اﻟﺒـﺎﺣﺜين المﻬﺘﻤـين ﺑﺴـﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ الخﻄـﺎب اﻟﺴـﺮدي ﻋﻠـﻰ ﻫـﺬا المﻌـنى ﻋﻨـﺪﻣﺎ اﻋﺘـبراﻟﺘﺤﻠﻴـــــﻞ في المﻨﻈـــــﻮر اﻟﺴـــــﻴﻤﻴﺎﺋﻲ"مجﻤﻮﻋـــــﺔ ﻣـــــﻦ اﻹﺟـــــﺮاءات المﺴـــــﺘﻌﻤﻠﺔ ﻗﺼـــــﺪ وﺻـــــﻒ المﻮﺿـــــﻮعﻛﻜـــﻞ محﺘـــﻮى ودﻻﻟـــﺔ ﺷـــﺎﻣﻠﺔ ﺗﺮﻣـــﻲ إلى إﻗﺎﻣـــﺔ اﻟﺴـــﻴﻤﻴﺎﺋﻲ، وﺗﺘﻤﺜـــﻞ ﺧﺼﻮﺻـــﻴﺘﻪ في اﻋﺘﺒـــﺎر المﻮﺿـــﻮع ﻋﻼﻗــﺎت ﺑــين اﻷﺟــﺰاء والمﻮﺿــﻮع ﻣــﻦ ﺟﻬــﺔ، وﺑــين اﻷﺟــﺰاء واﻟﻜــﻞ ﻣــﻦ ﺟﻬــﺔ أﺧــﺮى إلى ان ﻳﺴــﺘﻨﻔﺬ المﻮﺿﻮع؛ أي ﺣتى ﻳﺘﻢ ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺼﻐﺮى ﻏير اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ")3(

.إن اﻟﺘﺤﻠﻴـــﻞ في المﻘـــﺎرﺑﺘين اﻟﺒﻨﻴﻮﻳـــﺔ واﻟﺴـــﻴﻤﺎﺋﻴﺔ ﻫـــﻮ ﻫـــﺪم ﻟﺒﻨﻴـــﺔ اﻟـــﻨﺺ، ثم إﻋـــﺎدة ﺑﻨـــﺎء ﻟـــﻪ ﻣـــﻦﺟﺪﻳﺪ، ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ في اﻛﺘﺸـﺎف ﻗﻮاﻋـﺪ ﻫـﺬﻩ اﻟﺒﻨﻴـﺔ وﻗﻮاﻧﻴﻨﻬـﺎ، وﻣﻼﺣﻈـــﺔ مخﺘﻠـﻒ اﻟﺘﻐـيرات اﻟـتي ﻗـﺪ مشتركة ﺑين اﻟﺘﺤﻠﻴﻠين؛ اﻟﺒﻨﻴﻮي اﻟﺘﺤﻠــﻴﻞ اﻟﺴـﻴﻤﻴﺎﺋﻲ .